هل يشفى مريض التهاب العصب البصري؟ وفي حال ما كانت الإجابة بنعم فكم هي الفترة التي يستغرقها هذا العصب للعودة إلى حالته الطبيعية؟ من المعروف أن التهاب العصب البصري يتسبب في فقدان للبصر بشكل بسيط أو حاد، ناهيك عن تضرر القدرة على التمييز بين الألوان وغيرها من المشاكل، ولكن هل هذا الأمر يُعد مؤقتًا؟ سنُجيبكم عن ذلك عبر موقع سوبر بابا.

هل يشفى مريض التهاب العصب البصري؟

العصب البصري هو المسؤول الأول عن نقل المعلومات والرسائل المرئية من العينين إلى العقل، وبعدها يقوم العقل بفك شيفرة هذه الرسائل البصرية لإنتاج البصيرة في نهاية المطاف، فما نراه ليس إلا تجسيد وتفسير عقلنا للرسائل التي قام باستقبالها، وكلما كانت كفاءة العصب البصري أكبر كانت القدرة على الرؤية أفضل.

كما أن تدهور صحة هذا العصب يعود بالسلب بكل تأكيد على القدرة البصرية، والتهاب العصب البصري يؤدي إلى الإعتام التام في كثيرٍ من الأحيان، وعلى الرغم من أنه يُصيب عين واحدة دون الأخرى في الكثير من الأحيان إلا أن هناك بعض الحالات التي تُعاني من فقدان البصر لكلا العينين.

لهذا الالتهاب العديد من الأسباب، فقد ينتج عن عدوى ما، أو قد يكون إشارة إلى الإصابة ببعض الأمراض العصبية، والجدير بالذكر أنه هناك العديد من الحالات التي ينتج عنها فقدان الرؤية، فليس من الضروري أن تكون مُصابًا بالتهاب العصب البصري حتى تفقد قُدرتك البصرية، لذا من الضروري الوصول إلى التشخيص الصحيح عبر سلسلة من الاختبارات.

في سبيل التأكد من كون ما يُعاني منه المريض الفاقد لبصره هو التهاب في العصب البصري يلجأ الأطباء على استخدام بعض الصور الإشعاعية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، واستخدام التصوير المقطعي، وتبدأ عندها رحلة علاج المريض من الالتهاب، لكن هل يُشفى مريض التهاب العصب البصري؟

بكل تأكيد يتخلص المريض من التهاب العصب البصري، وفي واقع الأمر هناك العديد من الحالات التي لا تحتاج حتى إلى علاج، فقد أثبتت الدراسات أن الغالبية العُظمى لحالات الإصابة تُشفى دون أي تدخل طبي في غضون فترة تتراوح في متوسطها بين أربعة أسابيع واثني عشر أسبوعًا.

الجدير بالذكر أن هذا الشفاء قد يكون كامل أو شبه كامل في غضون الفترة التي تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، وبمجرد زوال الالتهاب تتحسن القُدرة على الرؤية تدريجيًا بالنسبة لأغلب المرضى، ولكن هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى عام كامل تقريبًا لتتخلص من هذا الالتهاب، لكن ما هو سبب الإصابة بالالتهاب؟

اقرأ أيضًا: مكان وجود العصب الخامس

تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة

على الرغم من كون أسباب الإصابة بالتهاب العصب البصري غامضة في الكثير من الأحيان، إلا أن هناك بعض مواضع الشك التي يرى فيها الأطباء سببًا مُحتملًا لهذا الالتهاب، تتمثل هذه الأسباب في كل ما يلي:

  • أمراض عصبية تتسبب في الإصابة بالتهاب العصب البصري
    • التصلب المتعدد للأعصاب، وقد يتسبب في أمراض أخرى للعين مثل الحركة غير الإرادية.
    • مرض شيلدر، وهو مرض مُزمن للأعصاب يبدأ مُنذ مرحلة الطفولة.
    • إصابة النخاع البصري.
  • صور العدوى المُشتبه في تسببها بالالتهاب العصبي
    • مرض الحصبة.
    • النُكاف.
    • الإصابة بداء السل.
    • التهاب الجيوب الأنفية.
    • التهاب السحايا.
    • الحزام الناري.
    • الالتهاب الفيروسي للدماغ.
  • أسباب أخرى شائعة للإصابة بالتهاب العصب البصريأس
    • التعرض لنوع مُعين من الكيماويات أو تناول بعض العقاقير.
    • تلقي التطعيمات واللقاحات ينتج عنها رد فعل مناعي تحسسي قد يتسبب في الالتهاب.
    • مُتلازمات الأمراض المرتبطة بالجهاز المناعي والعصبي مثل داء جيلان باريه، وفيه يُهام الجهاز المناعي نظيره العصبي.
    • التهاب الساركويد الذي يُصيب العديد من أنسجة الجسم وأعضائه.
    • التهاب الكبد الوبائي ب.
    • فيروس نقص المناعة لبشرية.

اقرأ أيضًا: ما هو الفيتامين الذي يساعد على تقوية النظر

علامات أولية تُحذر من خطر الإصابة المتوقع

بعد أن قمنا بتعريفكم على أسباب الإصابة بتضرر عصب البصر، والإجابة عن سؤال هل يشفى مريض التهاب العصب البصري نستعرض لكم فيما يلي العلامات والأعراض التي يُمكن من خلالها إدراك احتمالية الإصابة بهذا الالتهاب، وتشتمل هذه الأعراض على كل ما يلي:

  • فقدان للبصر بشكل متفاوت في حدته، وفي غالب الأحيان يُصيب عين واحدة ويستمر لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام.
  • الشعور بآلام تتفاقم يومًا بعد يوم حول المُقلتين وخلفها، وتتزايد كلما كثُرت حركة العين.
  • خلل الألوان وعدم القدرة على الرؤية بشكل واضح.
  • رؤية ضبابية.
  • ظهور الألوان بدرجة رمادية باهتة.

تُشكل هذه الأعراض أضلاع المُثلث الثلاثة التي تُشكل أكثر الأعراض شيوعًا، والجدير بالذكر أن أغلب هذه الأعراض يظهر قبل تشخيص المريض بالإصابة بالتهاب العصب البصري، كما أن هناك بعض الأعراض الأخرى التي تُعتبر أقل شيوعًا، ومن أمثلة هذه الأعراض ما يلي:

  • رؤية بعض الأضواء الوهمية على جانب إحدى العينين أو كلتيهما.
  • الشعور بالتحسس من الضوء بكافة درجاته من الخافت إلى الساطع، فالنظر إلى مصباح مثلًا سيكون مؤلمًا للغاية.
  • ظاهرة أوهثوف، وهي ظاهرة تتمثل في تفاقم للحالات العصبية المُرتبطة بمرض التصلب المتعدد، وما يُميز هذه الحالة المرضية هو الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجسم.

اقرأ أيضًا: هل التهاب القزحية خطير

ما هي سُبل ووسائل علاج تلف العصب البصري وتورمه؟

كُنا قد ذكرنا أعلاه في إطار الإجابة عن سؤال هل يشفى مريض التهاب العصب البصري أن هذه الحالة المرضية والالتهابية تُشفى من تلقاء نفسها في الكثير من الحالات، ولكن في بعض الأحيان تستمر هذه الإصابة دون تحسن، والجدير بالذكر أن عدم علاج هذا الالتهاب في خلال فترة تتراوح من ستة أشهر وحتى العام قد ينتج عنها عمى تام دائم.

يُقال إن الحالات التي تستمر في التدهور دون انحسار غالبًا ما تكون ناتجة عن الإصابة بحالات مرضية أخرى، والجدير بالذكر أن هناك ثلاث علاجات مُعتمدة تُساهم في تسريع عملية الشفاء والتقليل من مخاطرها، وتشتمل هذه العلاجات على ما يلي:

  • استخدام حقن الإنترفيرون.
  • الغلوبولين المناعي الوريدي.
  • الحقن الوريدي باستخدام ميثيل بريدنيزولون.

الجدير بالذكر أن لهذه العلاجات أخطار وأعراض جانبية قد تكون مُرتفعة، لذا من الضروري الخضوع للرعاية الصحية اللازمة في حال ما أظهر جسدك أي رد فعل تحسسي، ومن أمثلة الآثار الجانبية الشائعة والبسيطة التي من الممكن أن تواجهها ما يلي:

  • مشاكل النوم.
  • اضطرابات المعدة والهضم.
  • الشعور ببعض التغيرات المزاجية المُعتدلة بعض الشيء.

أما الآثار الجانبية الخطيرة فهي نادرة بعض الشيء، وتشتمل على التهاب البنكرياس والاكتئاب الشديد، ولكن من الضروري ألَّا تسمح لخوفك من الأعراض الجانبية بجعلك تمتنع عن تلقي الرعاية الصحية، فانتظارك لما يفوق أسبوعين من تدهور البصر، وعدم التحسن بعد شهرين تقريبًا من الإصابة دون تلقي العلاج ثق بي لن تكون عواقبه هينة.

هناك من يعتبر العين العضو الأهم في أعضاء الجسم كافة، وفي الواقع لا أرى ذلك غريبًا، فمن يحرمه الله من نعمة الرؤية والإبصار يفقد جُزءًا كبيرًا من قدرته على أداء الوظائف اليومية والطبيعية كافة، فلا تُخاطر بإهمال علاج العين فور ظهور بعض العلامات التحذيرية، فقد تُخفي خلفها الكثير.