يُعد استخدام الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع من أكثر العلاجات التي أثبتت كفاءتها وقُدرتها في التخلص من هذه الحالة، والعلاج بالرُقية الشرعية هي من العلاجات التي يتم فيها استخدام خطة علاجية تجمع بين الآيات القرآنية الكريمة بالإضافة إلى بعض الأدعية الواردة في القرآن والسُنة، وعبر موقع سوبر بابا سنستعرض لكم طريقة الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع.

الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع

العصب السابع يُعتبر المُتحكم الأول في عضلات الوجه كافة، فالابتسام، الغمز وحركات كل من الفم، الأنف بالإضافة إلى العينين لا تتم إلا عندما يكون هذا العصب في أحسن حالاته، فتضرر هذا العصب الذي يصل إلى الوجه عبر ممرات ضيقة آتية من الدماغ قد يتسبب في الكثير من الحالات المرضية العصبية والتي يُعد أشهرها شلل الوجه.

عند إصابة العصب الوجهي السابع بالشلل يُصبح المرء غير قادرٍ على استخدام وجهه في التعبير عما يشعر به من سعادة، حُزن، غضب وغيرها من الحالات، فالوجه هو مرآة ما يشعُر به المرء في الكثير من الأحيان، لدرجة أن بإمكانك الصمت التام مع الإيحاء بما تُريد قوله باستخدام تعبيرات وجهك وملامحك فقط.

في حالات شلل العصب السابع تكون عضلات الوجه مُرتخية وهزيلة، والجدير بالذكر أن هذا الشلل يُصيب أغلب الحالات في جانب واحد من الوجه فقط دونًا عن غيره، وحتى أنه قد يقتصر في أعراضه على جُزء بعينه، والسبب في ذلك يرجع إلى كون هذا العصب يتفرع في الوجه إلى فروعٍ عِدة.

الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع

تلف هذا العصب وتفرعاته الموجودة على جانبي الوجه لهم القُدرة على التأثير بشكل سلبي على قُدرة الجفن، الخد بالإضافة إلى الشفتين على الحركة بالشكل الصحيح، كما أن هذا الضرر قد يتسبب فيما بعد في تلف المنطقة الدماغية التي تُعتبر مسؤولة عن إرسال الإشارات الكهربائية إلى عضلات الوجه لحثها على الحركة.

في الدين الإسلامي الحنيف والتُراث العربي شاع استخدام الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع، والجدير بالذكر أن هُناك طُرق عِدة يُمكن من خلالها تطبيق هذه الطريقة.

فمن المُمكن قراءة القُرآن الكريم والأدعية على الماء ومن ثم شُربه، كما أن استخدام زيت الخروع في دهن المنطقة المُصابة وتدليكها يُعتبر أمرًا شائعًا أيضًا، وفيما يلي من سطور مقالنا هذا سنتناول كيفية استخدام الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع بالتفصيل.

اقرأ أيضًا: أقوى تحصين من السحر والعين والجان واللصوص والحسد

العلاج بالقُرآن الكريم.. بين الآيات وذكر فضلها

يقول الله تبارك وتعالى في كتابة العزيز {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [سورة الإسراء: الآية رقم]

ففي هذا الكتاب العظيم شفاءٌ لمن آمن بالله وقُدرته على تخليص المرء من الأمراض وغيرها من صور المشاكل الدينية منها والدنيوية، ونتيجة لذلك شاع استخدام السور القُرآنية والآيات في العلاج عن طريق الرُقية.

فيُعد اتباع طريقة العلاج باستخدام الرُقية الشرعية مكتوبة كاملة بسيطًا للغاية، ولتطبيقها يتعين عليكم اتباع ما يلي من خطوات، والجدير بالذكر أن مُراعاة الترتيب والتسلسل المذكور يُعد من الأمور الهامة:

  1. قراءة فاتحة القُرآن وأم الكتاب مراتٍ سبع.

فقد أودع الله سُبحانه وتعالى في سورة الفاتحة من الأسرار ما لا يُعد ولا يُحصى، كما قال فيها بشير الأُمة ونذيرها سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم ” والذي نفسي بيده لم ينزِّل الله مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان”

  1. قراءة آية الكُرسي ثلاث مرات.

دائمًا ما يتم وصف آية الكُرسي بكونها الآية الأعظم في كتاب الله الحكيم، فقد جاء على لسان أنس بن مالك في الجامع الصغير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “آيةُ الكُرْسِيِّ رُبْعُ القرآنِ”

  1. قراءة آخر آيتين من سورة البقرة مرة واحدة فقط.

حدثنا الألباني في صحيح الترمذي أن الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه وأرضاه روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللَّهَ كتبَ كتابًا قبلَ أن يخلُقَ السَّماواتِ والأرضَ بألفي عامٍ أنزلَ منهُ آيتينِ ختمَ بِهما سورةَ البقرةِ ولا يقرآنِ في دارٍ ثلاثَ ليالٍ فيقربُها شيطانٌ”

  1. قراءة الآيتين رقم 191 و192 من سورة آل عمران مرة واحدة فقط.

جاء على لسان الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه في شرح فتح القدير أنه قال: “أَنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَقرَأُ عَشْرَ آياتٍ في كُلِّ لَيْلةٍ من آخِرِ آلِ عِمْرانَ”

اقرأ أيضًا: مكان وجود العصب الخامس

دُرر علاجية في الذكر الحكيم

يُعد كتاب الله العزيز من صور الكُنوز التي لا تنضب، فاشتمل الفُرقان على ما لم يشتمل عليه غيره من الكُتب من علومٍ دينية ودنيوية على حدٍ سواء، كما أن فضل قُراءة وتلاوة سوره وآياته مُتعدد.

فمنها ما يختص بالرزق، استجابة الدُعاء، المغفرة كما أن بعضها له فوائد علاجية للشفاء، واستكمالَا لتطبيق الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع نذكر من هذه الآيات العلاجية ما يلي:

  1. قراءة الآية رقم 35 من سورة النور مرة واحدة.

جاء في إرشاد الساري على لسان أبو وائل أنه قال: “قرَأَ ابنُ عبَّاسٍ سُورةَ النُّورِ، ثم جعَلَ يُفسِّرُها، فقالَ رَجُلٌ: لو سَمِعَتْ هذا الدَّيلمُ أسلَمَتْ”

  1. قراءة الآيات من رقم 6 وحتى 9 من سورة الصافات مرة واحدة.

تشتمل سورة الصافات على العديد من الآيات التي تُعرف بقُدرتها العلاجية العالية وخواصها، كما أنها تحوي بين طياتها آيات تُشير إلى رحمة الله ولطفه، لذا يتم استخدامها في الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع.

  1. قراءة الآية رقم 38 من سورة الزمر ثلاث مرات.

بتلاوة المرء لهذه الآية المُباركة من سورة الزمر يكون قد فوض أمره لله خالقه وبارئه، فلا يضر بني آدم شيء إن لم يشأ الله ذلك، فلا كاشف للضر والأذى سواه، ولا يملك الرحمة إياه.

  1. قراءة الآيات من رقم 21 وحتى 24 من سورة الحشر ثلاث مرات.

هذه الآيات من سورة الحشر فيها ثناء على الله سُبحانه وتعالى، فهو الخالق البارئ، الجبار المُتكبر، عالم الغيب والشهادة والملجأ عند كُل ضيق والشافي من كل مرض.

  1. تلاوة الآيتين رقم 51 و52 من سورة القلم ثلاث مرات.

سورة القلم من السور القرآنية التي تُحصن المُسلم وترقيه من الفقر، ضمة القبر وغيرها من الأهوال التي تُصيب المرء في الدُنيا والآخرة.

  1. قراءة الآية رقم 10 من سورة البروج سبع مرات.

جاء في مصادر عِدة أن سورة البروج تُعد من السور المُرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجانب الروحاني، فهي من السور التي يرتكز فضلها على كونها مُنجيةً من المخاوف والشدائد.

اقرأ أيضًا: كيف تعرف أنك مسحور أو معمولك عمل

سورٌ قليلة في عدد آياتها كبيرة في فضلها

الجُزء الأخير من القُرآن الكريم يشتمل على سورٍ لها من الفضل ما لا يُعد ولا يُحصى، وعلى الرغم من قِصَر هذه الآيات إلا أنها تُعد ضرورية في إتمام الرقية الشرعية لعلاج العصب السابع، فهي المرحلة الختامية لها، وتشتمل هذه الآيات وما جاء عن فضلها ما يلي:

  1. قراءة سورة الإخلاص 11 مرة.

ورد في صحيح مُسلم أن أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ”

  1. قراءة سورة الفلق وسورة الناس ثلاث مرات.

روى الصحابي الجليل عقبة بن عامر في تخريج ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لن تقرأَ شيئًا أبلغَ عند اللهِ من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}”

على الرغم من عدم ذكر الرُقية الشرعية بشكل صريح في القُرآن الكريم إلا أن هناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي أجازت استخدامها، فقد جاء في صحيح البُخاري حديثٌ ورد على لسان أُم المؤمنين السيدة عائشة تقول فيه: “رَخَّصَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّقْيَةَ مِن كُلِّ ذِي حُمَةٍ”